منتديات عراقيين
يا عزيزي الزائر حتى تحصل على كامل الحقوق في المنتدى الرجاء التسجيل
او اذا كنت مسجل قم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عراقيين
يا عزيزي الزائر حتى تحصل على كامل الحقوق في المنتدى الرجاء التسجيل
او اذا كنت مسجل قم بتسجيل الدخول
منتديات عراقيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السلام عليكم يعلن منتدى عراقيين عن حاجته لمشرفين ومراقبين لكافة الاقسام وعلى من يجد نفسه قادرا على هذه المهمة اختيار قسم واخبار المدير وسيقوم المدير بتعينه والسلام عليكم

اذهب الى الأسفل
فارس بلا جواد
فارس بلا جواد
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ذكر
عدد المشاركات : 813
العمر : 37
العمل/الترفيه : لا يوجد عمل
تاريخ التسجيل : 17/04/2010

يوم مع حبيبك Empty يوم مع حبيبك

الأربعاء أبريل 21, 2010 9:50 am
يوم مع حبيبك 



راجعه فضيلة الشيخ
د. عبدالكريم بن عبد الله الخضير
أستاذ السنة النبوية والدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً


تأليف الفقير إلى عفو ربه
أبي خالد أيمن بن عبدالعزيز أبانمي
رزقه الله ووالديه جوار الحبيب  في الجنة

يوم مع حبيبك 

الحمد لله الذي جعل سبيل محبته جل جلاله متعلقاً باتباع خليله المصطفى محمد  فقال تعالى:       •            [ آل عمران : 31 ] وصيّر الإيمان منتفياً عَمّن قدّم حب أحد من الخلق على حب حبيبه  فقال رسول الله  (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)(1) والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على النبي المصطفى والهادي المجتبى والسراج المنير، والداعي البشير ، والرحمة المهداة والنعمة المسداة ، صلى الله وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار ، وصلى الله عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وصلى الله عليه عدد قطر الأمطار ، وورق الأشجار، وحب الرمل والأحجار ، وعلى آله الأطهار، وعلى المهاجرين والأنصار، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد..
فإن المسلم الحق ليشتاق إلى حبيبه محمد  ويتمنى لو كان من أصحابه، يجلس إلى المصطفى ويملأ عينيه من نور وجهه الشريف ويسمع حديثه  العذب، ويرى خُلقه الذي يسلب القلب، ويقف على عبادته للرب، ولو بذل لذلك كل ما يملك تحقيقاً لقول الحبيب  (من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)(2) لذلك كانت حال التابعين على ذلك:
 قال ابن سيرين لعبيدة بن عمرو رحمهما الله (عندنا من شعر النبي  شيئاً من قِبَل أنس بن مالك. فقال عبيدة : لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها)(1) قال الذهبي معلقاً (ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي  بخمسين سنة !! فما الذي نقولـه نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت؟..) ودون إثبات ذلك خرط القتاد، وقال الذهبي أيضاً (وقد ثبت أنه  لما حلق رأسه فرّق شعره المطهَّر على أصحابه إكراماً لهم بذلك(2). فوالهفي على تقبيل شعرة منها)
 قال جبير بن نفيل رحمه الله (جلسنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه يوماً فمر به رجل فقال:طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله  لوددنا أننا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت)
 كان ثابت البناني رحمه الله إذا رأى أنس بن مالك خادم النبي  أقبل على أنس وقبَّل يده ويقول: إنها يد مست يد رسول الله , وكذلك فعل يحيى بن الحارث رحمه الله مع واثلة بن الأسقع رضي الله عنه وبعض التابعين مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فقبّلوا اليد التي بايعت رسول الله .
 كان الحسن البصري رحمه الله يحدِّث بقصة الجذع الذي كان يخطب رسول الله  عليه ثم تركه واتخذ المنبر فحنَّ الجذع وسُمِع له صوت كصوت العِشار ـ كحنين الناقة التي يُنتزع منها ولدها ـ حتى سمعه كل من في المسجد فجاء النبي  فوضع يده عليه فسكن(1) فكان إذا حدّث بهذا الحديث يقول(يا معشر المسلمين.. الخشبة تحِنُ إلى رسول الله  شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه)
 ولم يقف أمرهم على مجرد المحبة له  والشوق إليه فحسب بل تعدَى إلى العمل بسنته والتأسي به حتى يدركوا ما فاتهم من رسول الله  يقول أبو مسلم الخولاني سيد التابعين رحمه الله (أيظن أصحاب محمد  أن يستأثروا به دوننا، فوالله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا ورائهم رجالاً) لقد رفض أبو مسلم أن يستأثر الصحابة الكرام ـ رضى الله عنهم أجمعين ــ برسول الله ، وأراد أن يزاحمهم في محبتهم لـه صلوات الله وسلامه عليه ، لقد أدرك معنى المنافسة الشريفة وأنه لا إيثار في القرب والطاعات، وأن السبق سبق الفضل والصفات، وأن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وكما قالوا: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا، فنافسه في الآخرة، وإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
 وكان السلف من بعدهم حريصين على اقتفاء السنة في كل صغير وكبير فهذا الإمام أحمد رحمه الله يقول (ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به حتى مرَّ بي أن النبي  احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً فأعطيت الحجَّام ديناراً حين احتجمت) وقال رحمه الله (إن استطعت أن لا تحك شعرة إلا بأثر فافعل) وما ذلك إلا لكماله البشري  في كل شيء كما قال النووي رحمه الله (فإن نظرت إلى وصف هيئته  فجمال ما بعده جمال، وإن نظرت إلى أخلاقه وخلاله فكمال ما بعده كمال، وإن نظرت إلى إحسانه وفضله على الناس جميعاً وعلى المسلمين خصوصاً فوفاء ما بعده وفاء) ولا شك أن من أعظم النعم أن يرزق العبد محبته عليه الصلاة والسلام كما قال ابن القيم رحمه الله (فإذا صدق في ذلك ـ أي العبد بجميع خواطره وحديث نفسه على إرادة ربه ـ رُزِق محبة الرسول  واستولت روحانيته على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وأستاذه وشيخه وقدوته كما جعله الله نبيه ورسوله وهادياً إليه ، فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه ويعرف صفاته وأخلاقه وآدابه في حركاته وسكونه، ويقظته ومنامه، وعبادته، ومعاشرته لأهله وأصحابه حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه) مدارج السالكين(3/268) .
 قلت (من فاتته صحبة المصطفى e فلا تفته صحبة سنته) .
وما أجمل أن تعيش يوماً مع حبيبك e تقتدي به في كل ما يقول ويفعل وتتبع هديه في كل شيء، وستشعر بسعادة تغمرك.. كيف لا ؟؟ وأنت تقتدي بخير الخلق وتأتسي به كأنك تراه أمامك.. جرِّب .. وسترى ذلك ، وأتمنى أن تكون أيامك بعد ذلك كلها مع حبيبك محمد e .

 تنبيه : لا يجوز تخصيص يوم لاعتقاد فضل فيه خاص لم يرد في النصوص ولكن اختر أي يوم ليكون بداية الصحبة إن شاء الله.

وقبل أن نمضي مع يومه عليه الصلاة والسلام لا بد أن نتعرف على صفة خَلْقه e.

صفة خَلْقه صلى الله عليه وآله وسلم

كان رسول الله  مربوعاً بعيد ما بين المنكبين لـه شعر يبلغ شحمة أذنيه وكان أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خُلقاً(1) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأمهق"الشديد" وليس بالآدم"شديد السمرة" وشعره ليس بالجَعد القَطِطِ "شديد الجعودة" ولا بالسَّبط"الشعر المسترسل"(1)، وكان أحسن الناس وجهاً وكان أبيض مليح الوجه(2) كأنما صيغ من فضة ، (الصحيحة للألباني) وكان أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ(2) ، وكان كثير شعر اللحية(2)، وسُئل جابر بن سمرة رضي الله عنه: هل وجهه مثل السيف؟ فقالSadبل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديراً)(2)، وكان عظيم الفم طويل شِق العين قليل لحم العَقِب(2) وكان أبيض مليحاً مُقصِّداً (2)"لا بجسيم ولا نحيل ولا طويل ولا قصير"، وكان ضخم اليدين والقدمين وكان بسط الكفين(1)، قال أنس رضي الله عنه(ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كفِّ النبي  ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة رسول الله )(2)، وكان عرقه يُسلَت ويوضع في قارورة ليكون من أطيب الطيب(2).

وهذا أوان الشروع في يومه عليه الصلاة والسلام على سبيل الاختصار معتمداً على الصحيح عند محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني مقتصراً على كتب السُنَّة الستة إلا ما ندر للحاجة.



هديه  في استيقاظه ووضوئه وقيامه

كان رسول الله  إذا استيقظ من نومه قال : ( الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور )(2) ويبدأ بالسواك (1) وربما قرأ         •      [ آل عمران : 190 ] إلى خاتمة سورة آل عمران (1) ثم يتوضأ وضوءاً حسناً (1) وكان إذا دخل الخلاء قال ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) (1) وإذا خرج قال ( غفرانك )(6) وكان يستنجي بالماء تارة(1) ويستجمر بثلاثة أحجار تارة (1) ويجمع بينهما تارة وكان يستتر ولا يبول قائماً (4) إلا نادراً (2) .
وكان إذا توضأ اقتصد في ماء وضوءه ويبدأ بغسل يديه ثلاثاً (1) ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً بثلاث غرفات كل غرفة نصفها للفم ونصفها للأنف (1) ويستنشق بيده اليمنى ويستنثر باليسرى وأمر بالمبالغة في الاستنشاق ما لم يكن صائماً (3) ثم يغسل وجهه ثلاثاً(1) من منابت شعر رأسه إلى لحيته ويخللها أحياناً (4) ثم يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى المرافق ثلاثاً(1) وندب إلى تخليل الأصابع (3) ثم يمسح رأسه بيديه فيبدأ بمقدم رأسه حتى يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه (1) ثم يمسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما (3) ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً(1)، وقال عليه الصلاة والسلام (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت لـه أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) (2) ويزيد عليها قولـه : ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)(4).
قال رسول الله  ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وَجْهه ، خرج من وَجْهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئةٍ كان بَطَشَتها يداهُ مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئةٍ مَشَتها رِجْلاهُ مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، حتى يخرُجَ نقــيّاً من الذنوب ) (2)
وكان عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يوتر بثلاث (1) وتارة يصلي ثلاث عشرة ركعة (1) ثم يضطجع حتى يأتيه المؤذن فيقوم فيصلي ركعتين خفيفتين هما ركعتا الفجر (1) وكان يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص (2) وتارة يجعل الاضطجاع على شقه الأيمن بعد ركعتي الفجر(1).

وكان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ (حي على الصلاة ، حي على الفلاح) قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) (الصحيحة) وأخبر بأن من قال ذلك من قلبه دخل الجنة (2)، وأمر بالصلاة عليه بعد الأذان (2) ، وقال رسول الله  (من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة)(1) وقال عليه الصلاة والسلام ( من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفـــر له ذنبه )(2).
ثم يخرج  إلى الصلاة وكان يقول عند ذهابه للمسجد ( اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً ومن أمامي نوراً ومن خلفي نوراً وعظّم لي نوراً ) (2) وقال عليه الصلاة والسلام (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) (3).
وكان رسول الله  إذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى ثم قال (أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) (3) وكان إذا دخل المسجد يقول (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك) وإذا خرج قال (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك)(6)(5) وندب عند الخروج من المسجد إلى قول (اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم)(6)

هديه صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة

كانت الصلاة قرة عينه وراحته ومفزعه عند الملمات (1) وكان رسول الله  إذا قام إلى الصلاة يشوص فاه بالسواك(1) ويصلي إلى سترة ويدنو منها (2) وكان يضع الحربة بين يديه كالسترة فيصلي إليها (2) وأمر المصلي بأن لا يدع أحداً يمر بين يديه وأن يدافِعه (2) وكان يستقبل القبلة ثم يقول (الله أكبر) (2) رافعاً يديه ممدودة الأصابع إلى فروع أذنيه محاذياً منكبيه مستقبلاً بها القبلة(1) ثم يضع كفه اليمنى على ظهر اليسرى على صدره(3) وينظر إلى موضع سجوده ولا يخلف بصره موضع سجوده حتى يخرج من الصلاة (رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني) ثم يستفتح قائلاً (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس) (1) وكان يستعيذ بالله فيقول (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) (3) ثم يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا يجهر بها (1) وكان إذا قرأ الفاتحة يقّطعها آية آية فيقول (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف ثم يقول (الرحمن الرحيم) ثم يقف ثم يقول (مالك يوم الدين) وهكذا إلى آخر السورة ، وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي لا يصلها بما بعدها (3) وكان في قراءته يمدّ مداً (1) فإذا انتهى من قراءة الفاتحة قال (آمين) يجهر بها ويمد بها صوته (1) وأخبر بأن من وافق تأمينَه تأمين الملائكة غفر لـه ما تقدم من ذنبه(1) وكان يقرأ بعد الفاتحة في الفجر من طوال المفصل (5) (من سورة ق إلى المرسلات) ويقرأ فيها بالستين إلى المائة آية (1) وأحياناً يقرأ فيها من غير المفصل (2) وفي فجر الجمعة يقرأ في الركعة الأولى بسورة  أ̃لم تنزيل  السجدة وفي الثانية بسورة هل أتى على الإنسان (1) وفي صلاة الظهر كان يقرأ في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمسة عشر آية أو نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الأخريين قدر نصف ذلك(2) وتارة يقتصر في الركعتين الأخيرتين من الظهر والعصر على الفاتحة (1) وأحياناً يسمعهم الآيات(1) وأما المغرب فكان يقرأ فيها تارة بقصار المفصل (5) ( من سورة الضحى إلى الناس ) وتارة من غير قصار المفصل كالطور والأعراف(1) وكان يقرأ في صلاة العشاء من أواسط المفصل(5).
وكان إذا فرغ من القراءة رفع يديه وكبر وركع (1) وكان يضع كفيه على ركبتيه (1) كأنه قابض عليها (3) ويفرج بين أصابعه(3) ويجافي مرفقيه عن جنبيه (3) ويبسط ظهره ويسوّيه (1) ولم يشخص رأسه ولم يُصوّبه ولكن بين ذلك (2) وكان يقول ( سبحان ربي العظيم ) ثلاث مرات (6) وأحياناً يكررها أكثر من ذلك وتارة يزيد فيقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح )(2) ويقول(سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي) (1) وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القران راكعاً أو ساجداً فأما الركوع فعظّموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم ) (2.).
ثم كان  يرفع صلبه من الركوع قائلاً ( سمع الله لمن حمده ) ويرفع يديه عند اعتداله ويقول وهو قائم ( ربنا ولك الحمد ) (1) وتارة بدون الواو وتارة يسبقها ( اللهم ) بالواو وبدونها (1) وقال عليه الصلاة والسلام ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) (1) وأقرَّ من قال بعدها ( حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ) وقال ( رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً)(1) وتارة كان يزيد ( ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيءٍ بعد ) (2) .
ثم كان يكبر ويهوي ساجداً (1) وكان يُمكِّن أنفه وجبهته من الأرض (3) ويعتمد على كفيه ويبسطهما (3) ويضم أصابعهما ويوجهها تجاه القبلة (3) ويجعلها حذو منكبيه (3) وأحياناً حذو أذنيه (5) وكان يمكّن ركبتيه وأطراف قدميه( رواه البيهقي وصححه الألباني ) ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة (1) وكان يجافي بين فخذيه وساقيه وبين فخذيه وبطنه ويبعد ذراعيه عن جنبيه حتى يبدو بياض أبطيه من ورائه (1) (2) وكان يقول في سجوده (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات (6) وأحياناً يكررها أكثر من ذلك ، ويذكر ما ذكرنا في أذكار الركوع ،وكان يدعو ويقول ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وأخره وعلانيته وسره ) (2) ويقول (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت, سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين) (2) ويقول ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) (2) وقال عليه الصلاة والسلام ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )(2) .
ثم كان يرفع رأسه من السجود مكبّراً(1)حتى يستوي قاعداً ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها وينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعها القبلة (5) ويضع كفيه على فخذيه أو ركبتيه(2) وكان يقول ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني)(3)(4) وتارة يقول ( رب اغفر لي رب اغفر لي )(6) وكان يطيل الجلسة بين السجدتين حتى تكون قريباً من سجدته (1) (2) ثم يسجد ويصنع فيها مثل ما صنع في الأولى ثم يقوم إلى الركعة الثانية.
وأما جلوسه للتشهد فكان يضع كفه اليمنى على فخذه أو ركبته اليمنى ويشير بأُصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة (2) ويحركها يدعو بها (5) ويرمي بصره إليها (2) ويقبض بقية أصابع كفه اليمنى كلها(2) أو يُحلِّق بين الإبهام والوسطى(5) ويضع كفه اليسرى على فخذه أو ركبته اليسرى باسطها عليها (2) . وكان يقول التشهد بصيغه المتعددة ومنها (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)(1) ثم يصلي على نفسه بالصيغ التي وردت ومنها ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)(1)
وكان عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى ركعة ثالثة كبّر ورفع يديه (1) ، وكان إذا جلس للتشهد الأخير صنع فيه ما كان يصنع في التشهد الأول إلا أنه كان يقعد متوركاً فينصب رجله اليمنى (1) ويجعل رجله اليسرى تحت فخذه وساقه اليمنى (2) وكان يقول (إذا فرغ أحدكم من التشهد فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال(2)، ثم يدعو لنفسه بما بدا له)(5) وعلّم أبا بكر رضي الله عنه أن يقول (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)(1) وأوصى معاذاً رضي الله عنه أن يقول في دبر كل صلاة )اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)(3) وكان آخر ما يقول عليه الصلاة والسلام بين التشهد والتسليم (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)(2) ثم كان عليه الصلاة والسلام يسلم عن يمينه بلفظ (السلام عليكم ورحمة الله) حتى يُرى بياض خده الأيمن وعن يساره (السلام عليكم ورحمة الله) حتى يُرى بياض خده الأيسر (2) .
وكان إذا سلم من صلاته قال (أستغفر الله) ثلاثاً ثم يقول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)(2) ثم يقول(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ)(1)(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل ولـه الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين لـه الدين ولو كره الكافرون)(2) ويقول (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)(2) وندب أمته إلى أن يقولوا في دبر كل صلاة: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله كذلك والله أكبر كذلك وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير وأخبر بأن جزاءه (غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)(2)وكان  يرفع صوته بالذكر(1) ويعقد التسبيح بيده(4) وأخبر بأنه(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)(صححه الألباني في صحيح الجامع) وأمر بقراءة المعوذات دبر كل صلاة(3) .
وكان  يقول إذا صلى الصبح حين يسلم (اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً)(6) وقال عليه الصلاة والسلام (من قال قبل أن ينصرف و يثني رجليه من صلاة المغرب و الصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، يحي و يميت، و هو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات، و محا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، و كانت حرزاً من كل مكروه، و حرزاً من الشيطان الرجيم، و لم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك، و كان من أفضل الناس عملا، إلا رجلا يفضله، يقول أفضل مما قال) (حسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب).
وكان رسول الله  محافظاً على الصلوات الخمس وقد أخبر أن الله عز وجل كتبهن على عباده في اليوم والليلة(3) وأخبر أن الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا (1) وأن من أداها محسناً لوضوئها وخشوعها وركوعها كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة (2) وأخبر أن من ترك الصلاة فقد كفر (5).
ورغّب في صلاة الجماعة في المسجد فقال (صلاة الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة, وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رُفعت لـه بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئة, فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم اغفر لـه,اللهم ارحمه, ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة) (1)(2). وهمَّ بإحراق بيوت من لا يشهدون الجماعة في المسجد (2) وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)(2). وأخبر بأن من صلى العصر والفجر دخل الجنة (1).
وكان عليه الصلاة والسلام يحافظ على السنن الرواتب قال ابن عمر رضي الله عنه(حفظت من النبي  عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح)(1) وتارة يصلي قبل الظهر أربع ركعات في بيته(1) وكان يقرأ في سنة المغرب بسورة الكافرون والإخلاص (4) وفي سنة الفجر يقرأ بهما تارة (2) وتارة في الركعة الأولى بآية   •                   •            [ البقرة136] وفي الركعة الثانية بآية                                   (آل عمران:64)(2)

وكان  يصلي الضحى (2)(4) ، وأوصى بها أبا هريرة  (1) وأخبر  بأنها تجزئ عن ما على مفاصل البدن من صدقات يومية (2) أي: أنها تعدل 360 صدقة ، وكان عليه الصلاة والسلام يصلي قبل العصر أربعاً يفصل بين كل ركعتين (4) وقال  ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً )(3).


هديه عليه الصلاة والسلام في أذكار الصباح والمساء

كان عليه الصلاة والسلام إذا صلى الفجر جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس(2) ، وكان  يقول إذا أصبح (اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)وإذا أمسى قدّمه وقال(وإليك المصير)(الصحيحة) ، وكان يقول (أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده, ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر)(2) ويقول(أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد  وملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) (صحيح الجامع) وإذا أمسى قال (أمسينا...)، ولم يكن  يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي(اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي،اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)(6) ويدعو ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي بقوله (اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت, اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت)(3) وأخبر بأن سيد الاستغفار هو (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوءُ لك بنعمتك عليّ ،وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) وأن من قاله موقناً به من يومه أو ليلته فمات كان من أهل الجنة(1) وأخبر بأن قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء تكفي من كل شيء (4) وأن من قال فيهما (بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات لم يضره شيء(6) وعلَّم أبا بكر  أن يقول فيهما (اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجُره إلى مسلم)(4) وأوصى ابنته فاطمة رضي الله عنها أن تقول فيهما (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفة عين)(الصحيحة) وقال  (من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)(2)وأخبر بأنها تحط خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر(1) وقال  (من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة. كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك )(2)
وقال  (من صلى عليَّ حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة ) (حسّنه في صحيح الجامع )

ما يقال في الصباح فقط
قال رسول الله  (من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ، فأنا الزعيم لآخُذنَّ بيده حتى أدخله الجنة) (الصحيحة).

ما يقال في المساء فقط
أخبر رسول الله  بأن من قال حين يمسي ثلاث مرات (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) لم تضره حِمةٌ تلك الليلة(4) والحِمَةُ : سم ذوات السموم كالأفعى والعقرب .


هديه عليه الصلاة والسلام في طعامه وشرابه

وكان هديه  في الطعام أنه لا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً فما قُرِّبَ إليه شيء من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم وما عاب طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه(1) وكان يمدح الطعام الذي يأكل منه تطييباً لقلب من قدّّّمه(2) ، وكان هديه أكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ، ويظل اليوم يلتوي وما يجد من الدّقَل"رديء التمر" ما يملأ به بطنه(2) ويُرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في أبياته نار(1) ، وكان رسول الله  إذا دخل بيته قال(هل عندكم طعام) فإذا قيل لا، قال : (إني صائم) (3) وكان يصوم الإثنين والخميس(5) ويصوم ثلاثة أيام من كل شهر (2)، وكان يُسمّي الله تعالى على أول طعامه ويحمده في آخره فيقول (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مَكفي ولا مُودّع ولا مُستغنى عنه ربنا)(1) وقال  (من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه)(4) وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها قبل أن يمسحها إذا فرغ (2) وكان يأمر بالأكل باليمين وأخبر أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله (2) وكان لا يأكل متكئاً(1) ومعظم مطعمه يوضع على الأرض ونهى عن الشرب قائماً(2) وكان أكثر شربه قاعداً(2) وكان يتنفس خارج الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول (إنه أروى وأبرأ وأمرأ)(2) وكان يدعو لمن أطعمه أو سقاه بقوله (اللهم أطعم من أطعمني واسقِ من سقاني)(2) ويدعو لمضيفه بقولـه(اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم)(2)

هديه عليه الصلاة والسلام في لباسه ومشيه وركوبه

كان رسول الله إذا لبس الثوب قال(الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)(3) وكان إذا لبس ثوباً جديداً سمّاه باسمه عمامة أو قميصاً أو رداءاً ثم يقول (اللهم لك الحمد كما كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له)(3) وكان أحب الثياب إلى رسول الله  القميص (3) والحِبَرة (1)"القميص : مخيط له كمان وفتحه للرقبة وهو أشبه ما يكون بالثوب المعروف . والحِبَرة : ثياب من نوع برود اليمن من قطن فيه خطوط حمراء" وكان أحب الألوان إليه البياض فقال(خير ثيابكم البياض فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم)(6) وكان يكره لبس اللون الأحمر الخالص ونهى عنه (1) ولعن رسول الله  الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل (3) ولما رأى على ابن عمرو ثوبين معصفرين قال (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)(2) ونهى عن ثوب الشهرة (3) وعن لبس الحرير والذهب للرجال (2) ونهى عن جر الثوب خيلاء(1) وعن الإسبال مطلقاً فقال (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)(1) وكان إزاره إلى نصف الساق (صححه الألباني في الشمائل) وكان إذا لبس قميصاً بدأ بميامنه (4) وقال (إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بأيمانكم)(3) وعند خلعه يبدأ بالشمال ، وكذلك عند لبسه لنعله فقال عن الرِجل اليمنى (لتكن أولاهما تُنعل وآخرهما تُنزع)(1) ونهى عن المشي بنعل واحدة (1) وكان يمشي حافياً أحياناً(3) وكان عليه الصلاة والسلام إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب (4) وإذا مشى تقلَّع وهو الارتفاع من الأرض بجملته .
وكان عليه الصلاة والسلام إذا وضع رجله في الرِّكاب لركوب دابته قال (بسم الله) فإذا استوى على ظهرها قال(الحمد لله) ثم يقول (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون)ثم يقول (الحمد لله) ثلاثاً ثم(الله أكبر) ثلاثاً ثم يقول(اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)(3)

أخلاقُه وهديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس

كان رسول الله  أحسن الناس وجهاً وأحسن الناس خُلقاً(1) فلم يكن  فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخّاباً بالأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح(4)وما انتصر من مظلمةٍ ظُلِمها قط ما لم يُنتهك من محارم الله شيء فإذا انتهك من محارم الله شيء كان من أشدهم في ذلك غضباً ، وما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً(1) ، وما ضرب بيده شيئاً قط ولا عبداً ولا امرأةً ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله(2) ، وقال أنس رضي الله عنه (خدمت رسول الله  عشر سنين فما قال لي أُفٍّ قط وما قال لي لشيء صنعته: لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته: لِمَ تركته)(4) .
وكان رسول الله  إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده(6) وكان يقبل بوجهه وحديثه على المرء حتى يظن أنه أحب الناس إليه(1) ، وقال جرير بن عبدالله رضي الله عنه (ما رآني رسول الله  منذ أسلمت إلا تبسم)(1)وقال عبدالله بن الحارث رضي الله عنه (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله )(4).
وكان رسول الله  يحدّث حديثاً لو عدّه العاد لأحصاه(1) ، وكان كلامه فصلاً يفهمه كل من سمعه(3)ولم يكن يسرده سرداً(1) وكان يعيد الكلمة ثلاثاً حتى تُفهم عنه(1) ، وكان إذا بلغه عن رجل شيئاً لم يقل: ما بال فلان يقول ، ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا(3)، وكان يذكر الله على كل أحيانه(2) ، ويَعدُ له أصحابه في المجلس الواحد الاستغفار مائة مرة يقول(رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)(3) وقال (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)(1) ، وكان أكثر دعائه (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)(1) و(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)(4) وكان يختم مجلسه  بقولـه (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)(3).
وكان عليه الصلاة والسلام حيّياً فكان أشد حياء من العذراء في خِدرها وكان إذا كره شيئاً عُرِف في وجهه(1).
وكان عليه الصلاة والسلام أجود الناس فما سُئل شيئاً قط فقال: لا(1) وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر(2) ، وقال رسول الله  (لو أن لي مثل أُحُدٍ ذهباً ما سرني أن تأتي عليَّ ثلاث ليال وعندي منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين)(1).
وكان أحلم الناس فيأتيه من يأتيه فيجذبه بردائه جبذاً شديداً يؤثر في عنقه ويُسيء له في الخطاب فيلتفت إليه رسول الله  فيبتسم ويأمر له بعطاء(1).
وكان أشجع الناس حتى إن البراء بن مالك رضي الله عنه ــ وهو من هو في الشجاعة ــ يقول(كنا والله إذا احمرَّ البأس نتقي برسول الله  وإن الشجاع منا هو الذي يقترب منه في الحرب لشدة قربه من العدو)(2).
وكان عليه الصلاة والسلام مفزع أصحابه في حوائجهم فكان يقضي عن بعضهم دينه كبلال(1)(3) ويزوِّج أعزبهم(1) ويذهب ليشفع لجابر عند يهودي ويتردد عليه ثلاثاً ليؤخر دينه(1) وتأتيه المرأة تشتكي زوجها فيستمع إليها(1) ويأتيه الرجل يشتكي بعيره الذي استصعب عليه فيقوم معه إلى بعيره فيشتكي البعير لرسول الله  صاحبه كثرة العمل وقلة العلف(رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب). فحتى الحيوانات تشتكي لرسول الله لينصفها وصدق الله       .
وكان  متواضعاً لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لـه الحاجة(5) ، وجاءت إليه امرأة فقالت إن لي إليك حاجة فقال(يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك) فقام معها حتى قضت حاجتها(2) ، وكان يُدعى إلى خبز الشعير والإهالة السَّنِخة "الدهن المتغير الرائحة من طول المكث" فيجيب(1) ، وقال (لو أهدي إليَّ كُراع لقبلت ولو دُعيت عليه لأجبت)(1) ، وكان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات(1) .
وكان عليه الصلاة والسلام يلاطف الأطفال ويلاعبهم قال أنس بن مالك رضي الله عنه ( ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ) (2) وكان يمر بالصبيان فيسلِّم عليهم(1).

هديه صلى الله عليه وسلم في بيته وفي نومه

كان بناء بيوته من لَبِن وسقفها من جريد(1) وكانت ضيِّقة فكان إذا أراد أن يسجد في صلاة الليل غمز عائشة رضي الله عنها فكفّت رجليها ليسجد فإذا قام بسطتهما(1) وكان الداخل يتناول سقف بيته بيده. وكان  إذا دخل بيته بدأ بالسواك (2) وألقى السلام على من فيه ويسلِّم سلاماً لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان(2) وقد قال  (إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وعلى الله ربنا توكلنا ثم ليسلم على أهله)(الصحيحة وصحيح الجامع) وأخبر بأنه إذا لم يذكر الله عند دخوله وعند طعامه شاركهم الشيطان في مبيتهم وطعامهم (2). وكان عليه الصلاة والسلام إذا خرج من بيته قال ( بسم الله ، توكلت على الله ، اللهم إنا نعوذ بك من أن نَزِلَّ أو نَضِل أو نَظلِم أو نُظلَم أو نَجهل أو يُجهل علينا)(4)، وأخبر بأن من قال ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله) يُقال له (هُديت وكُفيت وَوقيت وتَنَحّى عنه الشيطان)(3).
وقيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يفعل رسول الله  في بيته؟ فقالت( كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الآذان خرج)(1) وقالت( كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه) (الصحيحة) وكان خير الناس لأهله(4) وأحسنهم معاشرة فكان يستمع إلى حديث عائشة الطويل في السمر فلا يقاطعها ويلاطفها بعده (1) وسابق عائشة فسبقته وسبقها(3) ولما اشتهت أن تنظر إلى غلمان الحبشة وهم يلعبون يوم العيد جعلها تنظر من ورائه حتى ملَّت(1) وكان رجلاً سهلاً إذا هويت الشيء تابعها عليه(2) ، وجلس عند بعيره ووضع ركبته لتضع زوجته صفية رضي الله عنها رجلها على رُكبته الشريفة  لتركب البعير(1)، وكان يتحمل من نسائه غيرتهن ويصبر عليهن ويلاطفهن(1) .
وكان فراشه من أدم "جلد" حشوه ليف وكذلك وسادته(1)، ونام على حصير حتى أثر في جنبه الشريف (1)، وكان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفَيه فنفث فيهما وقرأ فيهما سور        و       و    ••   ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات(1), وكان يقول(الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا, فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)(2) وكان إذا أخذ مضجعه وضع كفّه اليمنى تحت خده الأيمن ويقول (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)(3) ويقول(باسمك اللهم أموت وأحيا)(1) وكان ينام على شقه الأيمن ويقول: (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجـأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت) ، وقال رسول الله : (من قالهن ثم مات في ليلته مات على الفطرة)(1).وكان يقول (اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها, لك مماتها ومحياها. إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية)(2) وكان النبي  لا ينام حتى يقرأ سورة     ..  السجدة وسورة       (4) وندب إلى قراءة آية الكرسي(1) وآخر آيتين من سورة البقرة وأخبر أن من قرأهما في ليلة كفتاه(1) وندب إلى قول (باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)(1) وقول(اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه) (4).

اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على نبينا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم فكما حُرمنا النظر إلى حبيبنا رسول الله  والجلوس إليه وصحبته في الدنيا فلا تحرمنا ذلك في الآخرة وارزقنا جوار الحبيب  في الجنة ومتعنا بالنظر إليه والحديث معه، وأوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً وارزقنا شفاعته يا كريم ، اللهم وفقنا لصحبة سنته والتأسي به في كل صغيرة وكبيرة واجعله وسنته أحب إلينا من والدينا وأولادنا والناس أجمعين ، اللهم واجزه عنا خير الجزاء وأوفره واجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته وارزقه الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.

وكتبه / أبو خالد أيمن بن عبد العزيز أبانمي
6/6/1425من هجرة المصطفى 
بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة
Abukhaleda@gawab.com
ص.ب:41435-الرياض:11523


أهم المراجع

(1) صحيح البخاري.
(2) صحيح مسلم.
(3) صحيح أبي داود للألباني.
(4) صحيح الترمذي للألباني.
(5) صحيح النسائي للألباني.
(6) صحيح ابن ماجه للألباني.
(7) مختصر الشمائل المحمدية الترمذي/الألباني
(Cool شمائل الرسول  لابن كثير.
(9) زاد المعاد لابن القيم
(10) الصحيح المسند من الشمائل المحمدية لأم عبد الله بنت مقبل الوادعي
(11) الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة لمصطفى العدوي
(12) صفة صلاة النبي  للألباني
(13) صفة صلاة النبي  لابن باز
(14) محبة الله ورسوله  لصالح الشامي
(15) من الهدي النبوي في المنزل لنيرة خان
(16) محبة النبي  لعلي بادحدح
(17) شريط آداب اللباس لمحمد المنجد
(18) حصن المسلم لسعيد علي القحطاني
(19) قرة عيون المصلين لسعيد علي القحطاني
(20) نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء لمحمد عقيل موسى
(21) صحيح الجامع للألباني
(22) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني
(23) صحيح الترغيب والترهيب للألباني
(24) جلاء الافهام لابن القيم.
(25) شرح صحيح مسلم للنووي.
فارس بلا جواد
فارس بلا جواد
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ذكر
عدد المشاركات : 813
العمر : 37
العمل/الترفيه : لا يوجد عمل
تاريخ التسجيل : 17/04/2010

يوم مع حبيبك Empty رد: يوم مع حبيبك

الأربعاء أبريل 21, 2010 9:53 am
انصر نبيك  باتباع سنــته
Prince-7
Prince-7
مؤسس منتديات عراقيين
مؤسس منتديات عراقيين
ذكر
عدد المشاركات : 2518
العمل/الترفيه : طالب
تاريخ التسجيل : 18/01/2009
https://iraqinn.ahlamontada.net

يوم مع حبيبك Empty رد: يوم مع حبيبك

الأربعاء أبريل 21, 2010 11:11 am
مشكور يا ورد
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى