القلب الملوث لا يتحقق منه قصد القربة
ونقول أيضاً إن جميع العبادات الشرعية من واجبات ومستحبات شرط صحتها قصد القربة أي أن يأتي بها الإنسان بهدف الوصول إلى القرب الإلهي, وقد قلنا سابقاً إن هذه الرذائل والأدران لا تتناسب مع القرب من الله سبحانه, أي لا يصل الإنسان إلى مقام القرب ما دامت فيه, وسوف لن تنفعه عبادته, مثلاً: الشخص المبتلى بمرض العجب كل عبادة يؤديها بنية القربة إلى الله هي في الحقيقة تبعده عن الله وتقربه إلى نفسه لأنه ما دام لم يعرف نفسه فلن يعرف ربه, وما دام يرى نفسه فقط, فلن يمكنه أن يرى الله ( ببصيرته )

وكذلك الشخص المرائي فإنه وإن كان عندما يأتي بعمل ينوي القربة, فإن عمله يقربه في الحقيقة إلى الخلق لا إلى الخالق, لأن هذا هدفه الحقيقي...

وكذلك الشخص البعيد عن الله سبحانه بُعد الأرض عن السماء بسبب مرض قسوة القلب, هل يرجى له ما دام على هذه الحال أن تقربه أعماله إلى الله أو الشخص الملوّث قلبه بالحقد أو الحسد أو الطافح قلبه بحب الدنيا وكل همه الإنتقام أو إذلال المحسود أو القرب من أهوائه والوصول إليها, فما دام هكذا هل تنفعه عبادته - التي يؤديها قربةً إلى الله - في مجال حصوله على القرب الحقيقي.
صحيح أنه يقول " قربةً إلى الله " أو يخطر ذلك بباله, ولكن هدفه الحقيقي شيء آخر والنية الصادقة غير متوفرة فيه.

القلب السليم