مفتو هذا الزمان .... الى اين ؟؟!!!

مفتو هذا الزمن وضعوا أنفسهم في مكانة علمية وفقهية مرتفعة ومتقدمة عن باقي
خلق الله، وباتوا من خلال علمهم ومعرفتهم «المزعومة»، يفتون بجواز السلوك
وتحريمه، مصلتين بذلك سيف الإسلام على رقاب العباد، موزعين صكوك المغفرة
لفلان، متوعدين بشر البلاء وبئس المصير لعلان.

وكون أن اغلبهم -أي جماعة الصحوة- أصحاب شركات ومصالح تجارية واستثمارية،
فقد باتوا كُـثرا وهم في ازدياد مستمر، فمع كل ترخيص تجاري نجد ولادة
مُفْتٍ جديد على الساحة يطالعنا بالغريب العجيب من الفتاوى، حتى أصبحنا محل
نكات وتندر أمام شعوب العالم، كيف لا وقد غدت مهنة سريعة جدا لكسب السلطة
والمال؟!

ولأن الموضوع بات «قوترة» فلا نجد مانعا من تسليط شيء من الضوء على بعض هذه
الفتاوى المضحكة المبكية، خصوصا أننا نعيش قرنا متقدما يعج بالعلم
والمعرفة، يعتمد في بقائه على حيوية الشعوب وتعاونها وتعايشها السلمي.
أترككم مع بعض هذه الفتاوى التي سبق ان تطرقنا الى شيء منها، ونالنا ما
نالنا من الشتم والتحذير، عكس مدى سطحية وهمجية وفراغ عقول أصحابها:

فتوى الشيخ البراك حول عدم جواز كشف المرأة شعرها ورقبتها أمام بنات جنسها، لأنه من مداخل الشيطان.

فتوى الشيخ البراك حول جواز قتل من يستبيح الاختلاط في العمل والتعليم.

فتوى عميد الأزهر السابق الشيخ رشاد خليل حول بطلان زواج اللذين يخلعان ملابسهما تماما أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.

فتوى الشيخ محمد المنجد بضرورة قتل بطل كارتون الأطفال «ميكي ماوس».

فتوى الشيخ عطية حول وجوب إرضاع الموظفة لزميل العمل.

فتوى الشيخ الطنطاوي بوجوب جلد الصحافيين.

فتوى محمد الطبطبائي حول وقوع الطلاق عند مخالفة الزوجة لزوجها بالتصويت «لمرشح» محدد في الانتخابات.

فتوى الشيخ الراحل فضل الله حول جواز التدخين أثناء الصوم «يصير قدو؟».

القائمة طويلة وكئيبة.. كيف لا نقف ونواجه ونعري هؤلاء اذا كانوا هم عراة
من كل علم وفقه ومعرفة؟! كيف لعاقل أن يقبل هراء مثل هذا؟! شخصيا، اعتقد أن
لهذا البلاء والتردي الفكري شيئا من الايجابية، وهو أن «الجماعة» ومن دون
أن يدركوا ومن خلال هذه الفتاوى يسوقون للفكر التقدمي الليبرالي العلماني،
الذي يقف ضد هذه الطروحات والأفكار الخربة، وسيميز أي إنسان عاقل مدى
فاعلية وسلامة منطق هذا الفكر أو ذاك.

مضوع رائع مشكور حبي

تدلل قلبي