أمة واحدة

أمة واحدة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله المستعان على كل خير حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين محمداً بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
أخوانى وأخواتى فى الله ياخير أمة أخرجت للناس
أولا نحن أخوة لكم مسلمين نؤمن بالله ربا و بمحمداً صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
ندعوكم والله على ما نقول شهيد
ندعوكم إلى تقوى الله وإتباع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام
ندعوكم إلى الخير وإلى الأتحاد على كلمة سواء
ألا يرى كلُ منا مدى التفكك الذى أصاب أمتنا الأسلامية
ألا يرى كلُ منا مدى اللإنحطاط الأخلاقى الذى أصاب مجتمعنا
ألم نتدبر ما سبب ما نحن فيه ومن وصلنا اليه
نرى الأمم من حولنا كل يوم تصعد درجة ونهبط نحن درجتين
لماذا ؟؟؟؟؟؟
منا من سأل نفسه وغيره هذا السؤال
ومنا من يعرف الأجابة
ولكن أين نحن أخوانى وما بالنا ونحن نقف أمام الجبار والدمع كثير والنحاب عالى ونقول ماذا قدمنا لديننا ولأمر ربنا الم نتدبر قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{102} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْوَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{103} أل عمران
أكيد منا الكثير قد قرأ تلك الأية الكثير والكثير من المرات
ولكن هل حاولت أن تنفذ أمر الله الصريح فيها بإتقاء الله فى شتى أمور حياتك
هل قررت أن تكون أخا لكل مسلم ويكون ماله وعرضه عليك حرام

قال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَتَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}المائدة 2

وقال أيضا{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُواالْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الأحزاب 77
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر) متفق عليه
لماذا أصبحنا مسلمين بالأسم فقط لا نحن نتعاون لا على البر ولا على التقوى ؟
لماذا أصباحنا أعضاءاً فى جسد واحد لا تداعى لشكوى عضو أخر ؟
أخونى وأخواتى فى الله أعلم وأتأكد أن فينا الخير طبعا ولا نقاش فى ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ) متفق عليه
ولكن لماذا نحن على ما نحن فيه ؟
لأننا أمة تمزقت إلي أشلاء من جراء ما اقترفته أيدينا العابثة بها
لأن كلُ منا يزكى نفسه عن الأخر وينسى قول الله تبارك و تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن َيأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {12} يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {14} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا َجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {16} يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {17} إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {18} الحجرات
ولأننا خلطنا الحابل بالنابل وأبتعدنا عن ما أمرنا الله بإتباعه وأتبعنا ما نهانا عنه جل فى علاه ولأننا كما قال أحد الكتاب اليهود مردخاى كيدار وهو يتشمت على حياتنا العربية مستند على فضائح رؤساءنا ويستشهد بأفعالهم " الحياة في الوطن العربي أرخص بضاعة في العالم " هذه هى نظرة الغرب الذى نقتفى أثره فى كل ما نعمل
وما ندعوكم اليه هو أن نعيش معا في سلام و أنسجام وأحترام متبادل واعتراف بحقوق بعضنا البعض وأن نسعى متكاملين متعاونين لا نسير إلى الوراء فالتقدم بالشعب الذي إليه ننتمي والبلاد التي على أرضها نعيش هدف وغاية، وهما أمل ورجاء الجميع ولكن أرتقاء الأمة المسلمة هو أولى بكل تأكيد والتي هي خير كلها ورحمة كلها ومصلحة كلها فالدين إنما يمثله أجلى وأوضح وأكمل وأجمل تمثيل وتجسيم وتطبيق من جاء به من عند الله فهو الموعظة المجسمة وهو حجة الله على عباده وهو الأسوة والقدوة وهو الذي في أتباعه مرضاة لله { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أل عمرن 31 ومن قرأ سيرة رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بتدبر وروية وبصيرة بعيدا عن النظرة الجزئية المبسطة الحرفية التي لا تعتبر الواقع ولا المقاصد ولا تراعي النوايا فسيرى رحمة ورفقا ولينا وسماحة وسعة صدر وعفوا ودفعا بالتي هي أحسن وكل تلك السمات ينبغي أن نعمل جاهدين من أجل التطابق معها والوفاء لها ندعوكم إلى التبصر والتفكر و السماحة والرفق والرحمة واللين والدفع بالتي هي أحسن والتعايش والسلام والتعاون على البر والتقوى التوكل الصحيح والأخذ بالأسباب وتغيير ما بالنفس ندعوكم إلى الأمل والعمل والتقدم والتمدن والتحضر و نبذ التعصب والتزمت والإنغلاق والتحجر، مقاوم الفرقة والفتنة


تذكرة هامة جدا إخوانى وأخواتى


ليتذكر دوما كلُ منا قول الله سبحانه وتعالى {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏،‏ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} الملك 1ـ2
{كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَما الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ} آل عمران 185


ولنتذكر أيضاُ أنه سوف يأتى اليوم الذى نُسأل فيه عن ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا
لذلك أخواننا نود أن نذكركم بالأتحاد فى سبيل الله تحت راية أن لا آله إلا الله سيدنا محمد رسول الله

َ{ إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ{11} الرعد
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ{21} وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ{22} الرعد




هدانا الله وأياكم إلى سواء السبيل